في نهاية عام 2019 كنت أنهيت عدّة مشاريع اعمل عليها بنظام المستقل (Freelancer)، وبعدها أصبحت بشكل رسمي عاطل عن العمل، وبسبب الإلتزامات والمسؤوليات التي اتحملّها، أخذت فترة قصيرة كإجازة وللإلمام بنتائج الشهور والسنوات الماضية، وتحليل كافة ما تم إنجازه وما فشلت به في مساري المهني، قد يعتقد بعض القراء أنني دايناصور ولا أبالي ولدي عشرات الوظائف عند الضغط على زر الريموت ستأتيني الفرصة فورًا، وهذا غير صحيح خاصة بعد جائحة كورونا، لكن لا أحب الاستسلام بسهولة، وحصلت على عدّة وظائف هذا العام نتيجة مجهود مستمر وتطوير لمهاراتي واكتساب مهارات جديدة أيضًا، موضوع تدوينة اليوم عن: كيف تحصل على وظيفة بدون طلب ذلك؟ وهي إهداء إلى روح الزميل الراحل أحمد المنسي 🌷
أولًا إذا كنت عاطلًا عن العمل فأهنئك على ذلك، نعم أعني ما ذكرته حقًا، هذه فرصة ذهبية لك حتى تعيد تقييم نفسك في المسار المهني، وتحلل جميع النتائج السابقة لتبدأ من جديد بشكل أفضل عن السابق، وبفرص كريمة توفّر لك حياة آمنة ومستقرة ماليًا 👌
أواخر عام 2019 عدت للتدوين بالتدريج، وزاد نشاطي بشكل كبير في مطلع هذا العام 2020 لدرجة أن بعض الشهور كنت أدوّن بشكل يومي عن أي شيء وكل شيء، نتيجة لما سبق حدثت أمور عديدة معظمها جيدّ.
مثلًا بدأت أكتب تدوينات عن تجاربي مع بعض المشاريع العربية Wuilt خدمة عربية لبناء وتصميم المواقع وبديل Wix.com أو الأدوات التقنية التي تسهّل من عملنا وتنفيذ أي مهام مطلوبة منّا، شاركت بعض هذه التدوينات على موقع LinkedIn وبشكل مستمّر كنت أقبل أي إضافات للإنضمام إلى قائمة الإتصال لدي وفاتح بشكل عام المتابعة للجميع هناك.
بمرور الوقت بدأت تصلني رسائل على الموقع ذاته أو من خلال البريد الإلكتروني في الرغبة في توظيفي بدوام كامل أو دوام جزئي وأيضًا العمل كمستقّل Freelancer
هناك أمرًا هامًا، لم أوافق على معظم تلك العروض لعدّة أسباب أهمها: العرض يبخس حقي ومجهودي الذي سأقدّمه وخبراتي التراكمية في مجالات اختصاصي.
بعض العروض كنت أرى المستقل فيها، وهو أنني لن أكون راضٍ عن العمل بهذا المكان لأن إضافتي ستكون محدودة جدًا وهذا لا أحبه أو أحبذّه في سابقة أعمالي المهنية.
هناك رسائل توظيف كانت تعطيني انطباع من البداية أنّ هذا المكان لن ينسابني على سبيل الذكر من يطلبون رقم الهاتف للتواصل عبر واتساب (لا امتلك حساب هناك) أو من يطلبون رقمي للرغي بدون أي مقدمات عن طبيعة الوظيفة، هؤلاء أشخاص غير منظّمين في التوظيف فما بالك في عملية تنفيذ المهام وبدء المسؤولية في عملي معهم، حتمًا ستكون الأمور عشوائية وغير حميدة.
نعود لإكمال ما فعلته في الفترة السابقة بجانب التدوين اليومي ✍️
أصبحت زيارتي لموقع LinkedIn يومية، وعلى الأقل كنت امضي ساعة\سااعتين يوميًا في الصباح أو نهاية اليوم، وما ساعدني على هذه المهمة عدم امتلاكي لحساب على (فيس بوك) فلا توجد أي معضلة أو حاجز في اضاعة الوقت على هذا الهراء، كنت أحيانًا أشارك في رأي كإضافة وزيادة تأكيد على المعلومات التي اقرأها بتجارب مررت بها أو اطلعت عليها قبل ذلك، قلما شاركت بأراء تخالف صاحب المنشور هناك، لا أحب ذلك يجلب ضوضاء وغالبًا يُساء فهمي ويتم التركيز على أنني احرج صاحب المنشور وهذا غير صحيح.
بالتوازي لما سبق استمر عملي على زيادة عدد المتابعين وقائمة الإتصال لدي من الأشخاص الذين يعملون في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بإختلاف اختصاصتهم والتفاعل مع المنشورات القيمة سواء بعمل (إعجاب) أو المشاركة برأي، امتلك حاليًا 14,000 شخص على حسابي هناك وهذا عدد كبير جدًا ويجعل أي شيء أشاركه في لينكدان يصل لعدد غفير من الجمهور.
أثناء هذه الرحلة الشيقّة اتحت تقديم استشارات مجانية من خلال مدونتي الشخصية في عدّة مجالات وبالطبع هناك استشارات مدفوعة، وقدّمت هذا العام أكثر من 50 استشارة لـ أشخاص من مختلف المنطقة العربية، قبل نهاية الاستشارة المجانية كنت اطلب من الشخص الذي حصل على ما يريده إن اعجبته الاستشارة أن يكتب على أي حساب لديه (لينكدان، تويتر، وغيره) رأيه في الاستشارة وإضافة رابط الحصول على استشارة مجانية، وكنت أؤكد على أن هذا أمرًا اختياري جدًا كتبته هذا رائع لم تكتبه فلا بأس.
99% ممن حصلوا على استشارة مجانية رحبوا جدًا بالفكرة وكتابة تقييم عن هذه الخدمة التي حصلوا عليها، نتيجة لما سبق انتشرت أكثر هذه الخدمة في الأوساط التقنية وزادت فرص وعروض العمل من خلال رسائل لينكدان أو البريد الإلكتروني أيضًا 🥳
من الأشياء الرائعة التي وفرّت لي فرص عمل عديدة هي توثيقي لكل ما تعلمتّه في مجال الكتابة لتجربة المستخدم UX Writing وكانت الفرصة الذهيبة لي أن المحتوى العربي عن هذا التخصّص منعدم تماًما، لمدّة 6 شهور تقريبًا اكتب كل ما اتعلمه واطبقّه في المشاريع المسؤول عنها، أيضًا الزميل يونس بن عمارة الرائع استضافني لدي في بودكاست يونس توك (حوار مع محمود عبدربه: مؤسس صعيدي جيكس والمهتم بالتسويق الرقمي وريادة الأعمال والتدوين وبناء المجتمعات الرقمية) للتحدّث عن هذا التخصّص الرائع، في البداية كانت مشاركتي لهذه التدوينات والدروس والمقالات لا تلقى أي رواج مع الاستمرار في هذا المجهود والتوثيق بدأت المياه الراكدة تتحرّك بالتدريج خصوصًا استشهادي بعدّة احصائيات أو أرقام عن التأثير الذي يحدث عند التركيز على الكتابة لتجربة المستخدم في المشاريع الرقمية.
👏 ليس ما سبق كل شيء
حصلت على مساقات مرتبطة في مجال اختصاصي الجديد (UX Writing) وبالطبع كانت هناك شهادة اجتياز للمساق بنجاح، ما يهمني هنا ليست الشهادة أو عنوان المساق، المهّم حقًا هو كتابة ما تعلمته من كل مساق حصلت عليه ولماذا هو مهم لي أو لمن يحبون أن يبدأو فيه، كنت اكتب وأشارك ذلك على لينكدان وحسابي في تويتر وهذا رائع جدًا، من المغالطات الشائعة على لينكدان رزم الشهادات الخاصة بالمساقات التعليمية التي ينشرها الناس بدون كتابة أي فائدة أو تعليق عن هذا المساق والاستفادة التي جناها الشخص، وهذا أمرًا هامًا ينبغي على كل من ينهي مساق أن يشاركه مع الجمهور الذي يتابعه.
أثناء هذه الرحلة الشيقة تطوّعت للعمل كـ كاتب لتجربة المستخدم لتطبيق يخدم أكثر من 19 ألف لاجئ من عدّة دول والذي يستضيفهم معسكر ضخم في دولة اليونان تابع لمؤسسة (EuroRelief) الغير ربحية NGO ، العمل كان متوسطًا وكانت قناة الاتصال مع الشخص المسؤول هو البريد الإلكتروني، في نهاية العمل وتسليمي لكافة الملفات التي عملت عليها، قام الشخص المسؤول بكتابة توصية وتزكية لي على لينكدان نتاج هذا التعاون الرائع في تخصصي ك كاتب لتجربة المستخدم UX Writer
الأعمال التطوعية متواجدة في كل مكان فقط قم بالبحث وابدأ في التطوّع فورًا وستجد بالتدريج هناك فرصًا ذهبية اتت حتى باب منزلك، يمكنك قراءة هذه التدوينة عن التطوّع وأهميته شاركتها عام 2014 ٢٥ سببًا يجعلك تشارك في الأعمال التطوعية وقامت جريدة الأهرام (الرقمية) بمشاركة جزءًا منها.
لم ينتهي الأمر بعد، بسبب التدوين شبه اليومي، تواصل مع مدير أحد منصّات النشر الحكومية في وزارة الإتصالات= وتكنولوجيا المعلومات المصرية بالتواصل معي وطلب العمل معهم كمحرّر وأشاد بما اكتبه وأشاركه من محتوى على مدونتي المتواضعة، فوجئت في الحقيقة بأنه يتابع ما اكتبه هنا وهذا جعلني اتحسّس مسدسي 😁
ملخّص ما سبق في: كيف تحصل على وظيفة بدون أن تطلب ذلك؟
✅ ابدأ في تطوير مهاراتك واكتساب مهارات جديدة.
✅ اغلق أو احذف واستغني عن أية مشتات في رحلتك للبحث عن وظيفة جديدة.
✅ لا تعتمد بشكل كبير على علاقاتك، 90% من الوظائف والفرص التي حصلت عليها من أشخاص علاقتي بهم سطحية.
✅ انتبه للمشاركة في أي عمل تطوعي يضيف لك قيمة ويكسبك مهارة جديدة.
✅ لا تطبّق دائما حكمة (ما تتقنه لا تقدمه مجانًا)، لا بأس بتقديم بعض مما تتقنه مجانًا لتحريك المياه الراكدة.
✅ زوّد عدد قائمة الاتصال لديك والمتابعين على لينكدان وتفاعل معهم برأيك أو حتى الضغط على إعجاب.
نتيجة لتطبيق ما سبق في هذا العام 2020 حصلت على عشرات من الرسائل على لينكدان أو بريدي الإلكتروني لعروض توظيف، قبلت منها 5 وظائف بنظام دوام جزئي أو Freelancer وبالشروط التي تناسبني، وحاليًا في مفاوضات مع عدّة كيانات أبرزها بنك من أكبر البنوك في مصر، فتمنوا لي التوفيق 🙏
هذه التدوينة مهداه إلى روح الزميل أحمد المنسي، أتمنى أن تدعوا له بالرحمة وتقرأون عليه الفاتحة.
هذا كل شيء.
تدوينة رائعة محمود ومهمة في الوقت الحالي .. أنا شخصياً حصلت على وظائف كثيرة من قبل ولم أسعى إليها وكانت بسبب هوياتي في الكتابة أو نشاطي التطوعي.
شكرًا لك إبراهيم، شرفني تعليقك على التدوينة، كل أمنياتي لك بالتوفيق
ممتنة كثيرًا لمشاركة هذه التجربة
يسر الله لك الخير ووفقك لما يحب ويرضى
شكرًا جزيلًا لك أختي نورا، وأتمنى لك المثل وزيادة
رائع يا محمود.. الله يفتح عليك
أستمتع جداً بقراءة ما تكتبه
شكرًا جزيلًا يا فادي على تعليقك
شكراً محمود على هذه المشاركة المفيدة،
في الواقع أنا من فترة أبحث عن فرصة عمل مناسبة ولكني لست مؤمناً بفكرة مشاركة أني متاح للعمل على LinkedIn أو نشر الشهادات التي أحصل عليها؛ أرى في ذلك عملاً ضحلاً لا يضيف أي قيمة سوى “وهم الإنجاز”. بالمقابل، أتفق معك تماماً في مشاركة التجارب الشخصية أو مشاركة ما تعلمته مما يضيف قيمة فعلية. أظن أني أحتاج إلى التفاعل أكثر على منصة LinkedIn لأن شبكتي الاجتماعية ضعيفة نوعاً ما.
كل التوفيق لك يا محمود ومن نجاح إلى نجاح إن شاء الله.
شكرا لك على التدوينه الجميله 🙂
العفو صديقي الرائع عبدالرحمن 🙂
Pingback: الخدمات متناهية الصغر Nanoservices للمنصّات الضخمة - ريادة أعمال - مدونة محمود
اشكرك جدا يا هندسة على مشاركة تجربتك
وضحت لى أمور كثيرة كانت تنقصنى.