صديق عزيز كتب أول أمس سؤال عن هل هناك أي مجهودات في بناء شبكة تواصل اجتماعي عربية؟
وكانت معظم الإجابات هناك من يعمل على ذلك منذ عام، ولكن حتى اللحظة لم تظهر الشبكة للنور وللجمهور ولو كنسخة تجريبية، والبعض علّق بأن التكلفة ستكون مهولة، ومجهود جلب جمهور للشبكة أيضًا، خاصة مع هيمنة شبكات التواصل الاجتماعي العالمية مثل فيس بوك وتويتر وغيرهم
لاحظت تعليق حول شبكة باز baaz العربية وأنهم أعلنوا مؤخرًا بأنهم سيغلقون الشبكة نهاية هذا الشهر يونيو 2024 مرّت علي هذه الشبكة منذ سنوات وتمنيت لهم التوفيق (صراحة لم استخدمها) وحاولت تقصي ومعرفة السبب ووجدت بيان صحفي منهم يحتوي على إعلان الإغلاق كالتالي:
العزيزة/العزيز مستخدم منصة باز
هذه آخر رسالة تصلك منا، وهي بمثابة وداعٍ وامتنانٍ لكم، حلمنا في إطلاق أول منصة تواصل اجتماعي عربية، وبذلنا جهدًا هائلا على مدى سنوات ثماني دون كلل أو ملل لتحقيق هذه المهمة النبيلة. بذلنا الكثير ولكن تحقق القليل.قدمنا أفضل ما عندنا للمنصة تقنيًا وتحريريا، نشرًا للنصوص والصور والفيديوهات وغرفًا صوتية ومجتمعات في فضاء عربي آمن لكن أكثرية الجمهور فضلت أن تبقى على ما اعتادته من منصات رغم هجائها الدائم لها على محاربتها المحتوى العربي سيما ما خص القضية الفلسطينية وغياب المرجعية الأخلاقية لها..
لا يمكننا الاستمرار بعدد محدود من المستخدمين، في ظل تضاعف المتطلبات والخدمات .حققنا إنجازًا تقنيًا بقدراتٍ عربية، ودخلنا بحماسٍ سوق منافسة صعب يتطلب قدرات مالية ننوء بها، وجمهورًا فضّل أن يبقى على ما اعتاد عليه.نشكركم على مشاركتنا المغامرة وشرف المحاولة، ما يعزينا أن المشروع جدير بالتضحية التي رافقت مغامرتنا، وقدمنا شهادةً للتاريخ أن عربًا حاولوا بناء منصةِ تواصل عربية، لكنهم خُذلوا..
وداعًا.
ليس لدي الكثير حول هذا الإعلان سوى ملاحظات من الزميل يونس بن عمارة التي اتفق معها تمامًا حيث قال:
على ذكر تجربة المستخدم كان هناك نقاش في لينكدان عن إغلاق المنصة وانتقد الكثيرون وضع أصحاب المنصة اللوم على المستخدمين (وهم محقون لأن لوم المستخدم لن يفيد أحد) ورأيت من النقاشات أن هناك من حاول إعطائهم ملاحظات لتحسين التجربة لكن دون فائدة
مثال: إمكانية إلغاء إشعارات متابعة التعليقات لأنه لم يكن هناك إمكانية لغلقها وكثرة الإشعارات مزعجة مع ذلك لم يستجيبوا غالبا لأي طلبات في التعليقات للتحسينات… خليك من الإعلانات المضللة عن طبيعة تطبيقهم وسوء تواصلهم مع الناس إلخ. بعد إغلاق المنصة كنت سأكتب مقالا ويكون عنوان المقال “لماذا لن تنجح أي شبكة اجتماعية عربية أبدًا؟ إن بقت العقليات كما هي الآن” لكني عدلت عن ذلك هذه فرصة كي أخبرك لب المقال. لما رأيت في الحوادث الأليمة الأخيرة لإخواننا من أطلق شبكة اجتماعية كنت أجزم أنها لن تنجح السبب
أن الرجل يحكي عنها وهو يسوق سيارته. من لم يلق بالا لحياة البشر في الطرق هل تظن أنه سيلقي بالا لمستخدم؟ الميل لأن نشتري من الغرب مبرر في 99 بالمئة من الحالات لأنه للأسف غالبا صحيح لأن الدعم الفني في غالب الشركات العربية طريق مؤكد للإحباط. ما الحل؟
اردف يونس نهاية حديثه بالتالي كاقتراح للحل يمكن تجربته:
الحل في الإندي هاكر والتمويل الذاتي. جربنا نحن العرب ما يكفي من التمويل الجرئ ولم يفلح لنعطي فرصة للـ bootstrapping هؤلاء غالبا يضعون النقد والعميل أولى أولوياتهم لأنهم عصب وجودهم وهو الطريق الأمثل أيضًا لا داعي لاستهداف أرقام كبيرة يمكن للنخبة أن تغير إن جمعت منها ما يكفي.
لدي تعقيبات قد تكون مناسبة للآخرين:
بناء شبكة اجتماعية عربية تعني انك ستدخل عرين الأسود: فيس بوك، تويتر، تيك توك، الخ، هل نفسك طويل؟ هل تسمع رأي المستخدمين؟ هل تعطي اهتمامًا كافيًا لرأي الخبراء حول تحسينات ما أم سيكون ذلك كله ديكور؟
التمويل ليست المشكلة، وفقًا لصفحة باز على لينكدان فقد حصلت على جولة تمويلية غير مُعلن عن تفاصيلها، أيضًا وصل عدد الموظفين لدى المنصة لأكثر من 100 موظف
بناء المجتمعات الرقمية، من أصعب ما يكون تذكّر أيام المنتديات إن كنت من جيل الطيبين، وكيف بعض المنتديات أصبحت الصفحة الأولى لبعض المستخدمين، جلب المؤثرين في المجالات المختلفة للشبكة الاجتماعية خاصتك أمرًا في غاية الأهمية، ومكافئتهم على ذلك أيضًا. والاستمرارية في تنمية هذه الطريقة.
التوطين الرقمي ليست معجزة لدينا عبرة وأمثلة ناجحة جدًا لشبكات تواصل اجتماعي وتطبيقات تواصل في الصين واليابان وروسيا وإيران وغيرهم، فقط يمكنك الاستفادة من تجربتهم.
لا تلوم المستخدم لا تلوم المستخدم لا تلوم المستخدم، نعم ثلاث مرات قبل الأكل وبعده يوميًا، المستخدم يحتاج إلى طاقة كبيرة هذه الأيام لإقناعه باستخدام تطبيق أو موقع إلكتروني ما والخروج من قوقعة تويتر وفيس بوك وتيك توك.
ركّز على تجربة المستخدم وتجربة العميل، تجاهل النمو السريع لأن معظم آليات ومنهجيات تنفيذه تخدع المستخدمين وتخسر ولائهم.
التوطين الرقمي في منطقتنا يحتاج إلى تحالفات كبيرة مع القطاع الخاص والحكومي وشبه الحكومي، وتعاون مستمر مع الأفراد المؤثرين في معظم دولنا العربية، فقد يكون هذا أحد أسباب نجاح شبكتك الاجتماعية.
في نهاية الأمر، لابد من شكر فريق باز وكل القائمين على المنصة على مجهوداتهم في السنوات الماضية، وخوض هذه التجربة حتى إن كانت النهاية غير سعيدة.
هذا كل شيء.