في رثاء خالتي القديرة وأمي الثانية كانت خالتي فاطمة جبل تحمّلت مسؤولية مضاعفة حيث توفي زوجها في بداية حياتهم، ربّت ابنائها نعم التربية بتفاني كانت محبوبة من الجميع خيرها وفضلها على جميع العائلة، استضافتني بالشهور في بداية حياتي المهنية حين كنت أسافر للقاهرة، لم اشعر مطلقًا بتمييز بيني وبين أولادها دائمًا كانت توصيني بالبر على والدتي والدي مهما حدث من خلافات أو مناوشات، كنت تتصل بأمي دون علمي لتطمئنها علي أو تحاول تخفيف أي خلافات وتهدئة الأجواء وكذلك أبي. كانت محافظة على الصلاة وباقي العبادات والقرآن الكريم لا يتوقف في بيتها، بشوشة ومرحبة بأي ضيوف في أي وقت مهما كانت ظروفها. آخر مكالمة بيننا هذا العام ذكرّتها بما فعلته معي في الماضي خلال بداية حياتي المهنية، فوجئت بأنني لم أنس، ذكرت لها أنها سبب بعض الله فيمَا أنا عليه اليوم. رحم الله خالتي فاطمة وتغمدها في فسيح جنانه وغفر الله لها.
في رثاء أمي الثانية «فاطمة»
