هذه الأيام أحاول جاهدًا تفسير سلوك سيء لدى بعض الأمهات والأباء وهو عقاب أطفالهم الذين في مقتبل العمر بالضرب والتعنيف بأي أدوات مؤلمة، حاولت جاهدًا فهم كيف هؤلاء الناس لا يتأثرون حين يسمعون صراخ وبكاء أطفالهم نتيجة آلام الضرب العادي أو المبرح، يوميًا هذه الأيام تطاردني الأسئلة أينما ذهبت، تدوينة اليوم عن صدمات الطفولة ولماذا دعها تتوقف عندك تلك الصدمات.
الأغلب في اعتقادي ممن سيقرأون هذه التدوينة قد تعرضوّا للضرب العادي أو المبرح في طفولتهم وحتى المراهقة ربما، وأتمنى ان يكون اعتقادي خاطئًا.
لن اتحدّث عن دراسات أو أدلة علمية فقد توفّرت جميع المواد المسموعة والمرئية والمقرؤة عن كوارث عقاب الأطفال بالضرب وكيف يؤثر ذلك على نشأتهم وسلوكهم وحجم صدمات الطفولة العميق الذي يعانون منه فترات طويلة أو حتى مماتهم.
فجميع المختصيّن في مجال التربية للأطفال والعلماء النفسيين يحذرون بكل حزم من النتائج المدمرة للطفولة نتيجة تطبيق عقاب الضرب.
إذا مررت بهذه الفترة العصيبة في طفولتك ونضجت الآن، فأرجوك دعها تتوّقف عندك هذه السلوكيات السيئة، لا تنجب أطفالًا إذا كنت تعتقد أنّ الضرب العادي أو المبرح أمرًا عاديًا وتردّد بصبيانية وسذاجة (جميعنا تربينا على الضرب) ولم يحدث لنا مكروهًا، هذا وهم كبير أنت تعيشه وتصرّ على البقاء فيه.
حوّل هذه السلوكيات السيئة إلى إيجابية اقرأ كثيرًا عن (صدمات الطفولة) وكيفية معالجتها، أطلع على كتب تتحدّث عن أساليب التربية الإيجابية كل فترة قبل ان تقرر/ي الإنجاب، جرّب أن تجلس مع أطفال أخوتك أو حتى أقاربك أطول فترة ممكنة واختبر نفسك معهم هل ستتحّمل تصرفات طفل (غبية، مستفزّة، مرهقة) أم لا، هل ستتحمّل ضجيج بكائهم (أداة التعبير الوحيدة لديهم في فترة عمرية) أم لا وتكره عوايلهم؟
حاور من ترى تربيتهم لأطفالهم إيجابية ولا يستخدمون الضرب على فلزة أكبداهم وتعلّم منهم، اقرأ عن سيكولوجية الأطفال وشاهد وثائقيات عن الطفولة وكيف ينشأ الإنسان، افهم طبيعة كل مرحلة عمرية وميزاتها وعيوبها.
احترس من مجموعة (هذا ما وجدنا عليه ابائنا) من أصدقائك، هؤلاء حمقى، نعم كما قرأت وهم لا يحبوّن ان يعيشوا الحقيقة وغارقين في وهم ان الضرب قوّمهم وحسّن سلوكهم، تجنّب نصائحهم ارجوك.
سلوكيات أولياء أمرك السيئة التي طبقوّها عليك بوعي أو بدون دعها تتوّقف عندك ولا تعيد ارتكابها.
راجع لمن يحلم بالطيران وكتب مجانية للأطفال
هذا كل شيء.
أكثر ما عانيته ويعانيه أبنائي هو الضرب في المدرسة، وهي مشكلة كبيرة بسببها ترك أحد أبنائي المدرسة لمدة عامين، لم نجد له حل ولم نستطع إيجاد مدرسة متفهمة لا تضرب ولا تُعنف بأسباب تافهة أو أسباب عدم فهم الدرس أو عدم الإجابة الصحيحة
هل وجدت حلًا لتلك المشكلة؟
تدوينة مهمة جدا ونصائح قيّمة فعلا
أتفق فعلا، لأن من يقولون أن الضرب في زمنهم لم يؤثر عليهم، لم يأخذوا بأن البشر ليسوا متشابهين، هناك الكثير من الأطفال عانوا نفسيا جراء الضرب وحتى الضرب الذي يكون مزاحا بين الإخوة.
أعجبني الموضوع، يعطيك ألف عافية 💪🌷
شكرًا جزيلًا لمرورك وتعليقك، اتفق معك لا يوجد مزاح في الضرب تأثيره سيكون مثل أي تعنيف جسدي
Pingback: كيف هزمتني صدمات الطفولة ثم قمت بقهرها - شخصى - مدونة محمود