هذه تدوينة تأخرت في كتابتها، ولكن مساء الأمس الزميل (محمود الحوفي) بعد كتابة تغريدة عن أهمية التدوين، طرح علي هذا السؤال: لماذا أدوّن؟ هذا موضوع التدوينة اليوم، سوف اكتب أهدافي من التدوين بدون ترتيب للأولويات، مع العلم انني بدأت في التدوين عام 2008 بشكل غير منتظم، وفي بعض الأعوام الماضية كنت أدوّن بانتظام وأحيانًا بشكل عشوائي، وهذا العام تقريبًا كان أكثر الأعوام لدي في التدوين بانتظام والكتابة عن أمورد مختلفة.
في البداية التدوين بالنسبة لي هو المتنفّس الأوّل لي وبعده ممارسة الرياضة، التدوين مازال وسيظل هو المكان الوحيد الذي يمكنك التعبير فيه عن رأيك واعتقادك وقناعتك بحرّية تامة حتى لو كان مخالفًا للجميع، اعترف أنني كنت أحبّ مادة التعبير في المراحل الابتدائية والاعدادية والثانوي، يمكن أن يكون هذا سببًا في ارتباطي بالتدوين والكتابة أيضًا.
لماذا أدّون؟
- علاج نفسي وتحسين للمزاج العام.
نعم ما قرأته في العنوان السابق صحيح، التدوين في أوقات الاضطرابات النفسية التي كنت أمرّ بها، كان سندًا لي وعلاجًا جيد في تقليل وطأة المشاكل النفسية، صحيح بعض ما كتبته كان غير مرتّب أو حتى تم تدقيقه ولكن لا يهمّ، ما يهمني في هذه الأوقات الصعبة هو تفعيل العلاج (التدوين والكتابة)، التعليقات من بعض المدونين هنا أو حتى متابعين المدونة كانت دافع قوي للاستمرار فيما اكتبه أو اشاركه مع الآخرين، أحيانًا بعض التعليقات كانت بمثابة خطوة كبيرة للامام في تحسين حالتي النفسية ومزاجي العام، هذا حقًا أمرًا رائع أن يجد الانسان علاجًا نفسيًا في الكتابة والتدوين والتوثيق. - توثيق الأحداث الهامة والذكريات.
كتبت في العديد من المواضيع المهمة بالنسبة لي مثل الدراجات الهوائية، وثقّت عدّة دروس تجاوزات الـ 3000 كلمة، الدراجات الهوائية بالنسبة لي ليست مجرّد هواية أو رياضة عادية، أصبحت جزءً من حياتي الشخصية، وثقّت ذكرى وفاة أكثر من زميل لي هنا، حتى لا ننساهم من المجتمع التقني (رحمهم الله)، البعض كان لا يعرفهم ولا يعرف كيف أضافوا للمجتمع التقني وأثروّا فيه على مئات وآلاف من التقنيين، لن تكتب مواقع أخبار التقنية عن هؤلاء أو تعطيهم جزء بسيط من الاهتمام، وثّقت وكتبت عن أيام عالمية مهمة وكيف يمكننا استغلالها. - بناء صداقات وعلاقات جديدة.
طوال السنين الماضية في التدوين تعرّفت على عشرات بل مئات من المدونين في العالم العربي، البعض منهم أصبح بيننا تواصل مستمر، نتبادل فيها المعرفة أو حتى الضحك الساخر عن بعض الأحوال والاخبار التي لا تعجبني، ناهيك عن ان ينتقد ما تكتبته مدوّن مثلك ويقول لك ملاحظات لن يذكرها لك القارئ العادي، كل هذه الأمور جيدّة، خصوصًا أن من ستتعرّف عليه لديه بعض من الاهتمامات المشتركة التي يمكنك بناء طريق حوار عليها. - تحسين مهارات الكتابة والتدقيق.
لا ادعّي اني ماهر في الكتابة والتدقيق، ولكن كل فترة الاحظ تقدمي خطوة بسيطة في انهاء مغالطة شائعة كنت ارتكبها أثناء الكتابة، أيضًا بسبب التعرّف على مدونين جدّد قراءة ما يكتبونه، اتعلّم منهم أساليب جديدة في التدوين وكلمات وجمل مهمة يمكنني تضمنيها في تدوينات معينّة، بنسبة ٧٠٪ أقوم بتدقيق التدوينة قبل نشرها على الإنترنت، وهذا يعززّ لدي مهارة التدقيق وجمع الأخطاء وتصحيحها، هذه المهارات مهمة في الجانب المهني وتجعلك مميزًا عن الآخرين، وربما يومًا ما أثناء التدوين تصبح كاتبًا، التدوين كان أحد أبرز الأسباب لاكتساب مهارات الكتابة لتجربة المستخدم UX Writing والتخصّص به، والنتائج حتى الآن جيدة جدًا. - تبادل الخبرات والمهارات المختلفة ومشاركتها.
عند كتابتي مثلًا عن مجال وتخصّص التسويق الرقمي أو حتى الكتابة لتجربة المستخدم، بعض التعليقات كانت إضافات رائعة من خبرات كبيرة لصاحب التعليق أو الرأي، هذه الأمور يصعب إيجادها بسهولة في الشبكات الاجتماعية بسبب الجو العام المشتّت، وسوء التنظيم عليها، بعض التعليقات هنا للزملاء متابعين المدونة كانت سببًا في قراءة كتابًا ما أو مشاهدة وثائقي أو حتى فيلم، أيضًا بسبب بعض التعليقات هنا اكتسبت مهارات حياتية رائعة ومهنية بالتأكيد، هذا يجعلني استمر في التدوين والكتابة بدون كسل أو توقّف. - توثيق مرحلة تعلّم أو عمل في مكان ما.
أثناء عملي كاتبًا لتجربة المستخدم UX Writer وبالتوازي تعزيز مهاراتي في هذا التخصّص الصعب وتعلّم الكثير حوله كتبت مقالات ودروسًا من هذه التجارب في سلسلة تدوينات وشاركتها مع المتابعين هنا والباحثين عن ضالتهم على الإنترنت عن هذا التخصّص، وكانت التجربة رائعة جدًا، والحمدلله كنت من أوائل من كتبوا عن هذا التخصص والمجال في المنطقة العربية، وبسبب هذا التوثيق وصلتني فرص عمل مختلفة واستشارات مدفوعة للعديد من الشركات والكيانات المؤسسية. - إثراء المحتوى العربي على الإنترنت.
صدّعت رؤوسنا إن المحتوى العربي فقير على الإنترنت وأغلب من يكتبون هذا لم يكتبوا كلمة واحدة كمساهمة منهم في تحسين المحتوى العربي على الإنترنت، أو أشخاص لديهم مشكلة جلد ذات عويصة ومقارنات ليست قياسًا بلغات أخرى، على أي حال فخور بمساهمتي في اثراء الويب والإنترنت العربي بالمحتوى الذي اكتبه هنا باللغة العربية البسيطة، وعلى سبيل الذكر المحتوى الذي شاركته عن رياضة الدراجات الهوائية وكيف تبدأ، ومحتوى تخصّص ومجال الكتابة لتجربة المستخدم UX Writing كان حصري وينشر لأول مرّة على الإنترنت واستفاد منه آلاف من مستخدمين الإنترنت ومازالت مستمرًا في تقديم كل ما هو جديد أو في جبعتي فيما سبق.
هذا كل شيء