أثناء تسجيل حلقة بودكاست من يونس توك معي اليوم باستضافة كريمة من الزميل يونس بن عمارة، في ختام الحلقة كانت هناك اجابة مني على سؤال هام طرح علي: ما النصيحة التي كنت تحب أن ينصحك أحدهم بها قبل عشرين عامًا؟ جزء من الاجابة، لا تصدق جملة نحن عائلة واحدة في اي مكان عمل أو شركة، فذكر يونس مقولة لصديقنا فرزت الشياح (الجميع يمكن استبداله) ذكرها في تدوينة عن فقدان عمله.
أعجبتني الجملة فقمت بنشرها في تغريدة على تويتر، فقام أ. عبدالله المهيري بالرد على التغريدة بهذه الجملة، أين؟ ربما المكتب أو في المصنع، لكن أنت لا يمكن استبدالك.
وهذا سبب كتابتي لهذه التدوينة، التعمّق والتفكير في تعليق أ. عبدالله جعلني اتذكّر الكثير من المواقف والشخصيات الصعبة التي مررت بها عبر السنين الماضية، وتذكّرت المواقف الإيجابية والشخصيات الجميلة أيضًا، فكرّت بعدها في نفسي وفي نفس أي انسان على هذا الكوكب وجملة أ. عبدالله تتردد في عقلي فنعم كل انسان لا يمكن استبداله في الحياة فلقد خلقنا مختلفين في مميزاتنا وفي ضعفنا وقوتنا وفي دور كل انسان منا على هذا الكوكب، لك أن تتخيل الكوكب بدون عمال نظافة مثلًا؟ أو أنّ العالم بدون مخترع المصباح أديسون؟
اذن من المثالين السابقين ندرك أنّ لكل شخصًا منّا أهمية قصوى لوجوده في هذه الحياة، مهما كنت ترى أن ما تقوم به صغيرًا حاليًا فأثره كبيرًا على المدى البعيد ومرور السنين، واذكّر نفسي واياكم بأن البشر مكملّين لبعضهم وبدون هذا التكامل لأنتهت البشرية منذ القدم وانقرضنا مثل الدايناصورات، أحيانًا كانت تمرّ علي مشاعر طاغية للتحقير من أي عمل مفيد قمت به في آخر عشر سنوات 🙇♂️
كان صديق لي حين افضفض له بهذه المشاعر ينهرني ويرتفع صوته هل أنت مجنون أنت لا تدري كم ألف شاب استفاد بسببك وبسبب ما تشاركه معنا ومجهوداتك، وانا في حالة انكار تام وأوكد له أن هذخ مجاملة لطيفة واشكره عليها، هذه الأيام أدرك تمامًا حجم اضافتي بعد بلوغي لمرحلة الثلاثينيات من عمري، ليس غرورًا ولكن احقاقًا للحق ولكي يعرف الانسان منّا قدر نفسه.
اكتب هذه التدوينة من الآيباد لدي بعض الأرق لا أدري سببه اليوم كان مليء بالاجتماعات المهنية وتسجيل الحلقة السابق ذكرها في الأعلى، لكن أعتقد هناك بعض الضجيج الذي احتاج للتخلّص منه بأكثر من تمرينة على دراجتي الهوائية🚴♂️ الأيام القادمة وسعيد بأنني سأعود للدراجة بعد انقطاع دام لمدة شهرين تقريبًا لظروف خاصة.
هذا كل شيء
عند سماعي الحلقة، ابتسمت عند ذكر اسمي، وسماعه في أقل جملة يمكن أن تحفز المرء على الإطلاق🤣.
بالتأكيد لكلّ منَا أهميته، ومن الجميل أن يفخر المرء بعمله، لكن لا يربط قيمته وقيمة شخصه بالعمل والإنجازات، لأنها لن تكون بنفس القيمة السابقة يومًا ما.
بالتأكيد، محمود كشخص ليس قابلًا للاستبدال، قيمة محمود تكمن في كلّ ما حمله من خبرة وتجارب وعواطف. لكن قصدت الجملة في مجال العمل بالتحديد. ربما كان من الأفضل صياغتها: اعمل حتى لا يستطيعون استبدالك!
أو بالأحرى، لا يهم، مادمت تعرف نفسك وتعرف ما فعلت، فلا يهم ما فعل الآخرون.
وهنا تذكرت الفيديو الذي شاهدته البارحة على ثمانية
كل الحبّ والمودة لك وليونس.
ملاحظة: لا تصدق كم كنت سعيدًا برؤيتكم في لقاء كورا، صحيح نحن لم نلتق، لكن في قلبي مودة لك وليونس لا يعلمها إلا الله.
حبيبنا يا دكتور، سعيد بأن ذلك حدث معك <3
وشكرًا لتوضيحك والفيديو 🌷