في نقاش سريع مع زميل رائع عبر تويتر تحدثنا عن هذه التدوينة (في تغييب النّساء من لُغة الخِطاب | ON ABSENTING WOMEN FROM PUBLIC DISCOURSE) وأحب أن أكتب رأي وفي نهاية النقاش أخبرته أنني سوف أكتب تدوينة عن هذا الموضوع لأنه أمر هام أعتقد ويحتاج إلى استماع لأراء مختلفة، في بداية النقاش أخبرته عن شكري للكاتبة ومجهودها الرائع في عرض هذه القضية التي قد تبدو ظاهريًا ذات موضوع سطحي ولكن في باطن الأمر هذه القضية هي تناقش التمييز حسب الجنس ويترتب على ما سبق خلق جيل ذكوري جميل يسعى فسادًا في الأرض بدون رادع ولا قوانين تلزمهم حدودهم في التمييز ومنعه تمامًا، بل تصبح مثل هذه القضية محل سخرية من بني جنسي الذكور على شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي Social media
باطن هذه القضايا التي قد يظن معشر الذكور انه سطحي ولا يحتاج إلى كل هذا، يخلق مجتمع غير متزن من الإناث والذكور الحقوق فيه مهدرة للطرفين بالمناسبة وليس للإناث فقط، ماذا لو أصبح كل جنس منّا يحترم الآخر ولا يعتبر نفسه مميزًا عنه بالشكل الذكوري (الجميل)، لقد نشأت في مجتمع يربي الذكور على أنهم أفردًا مميزون عن الجنس الآخر (الإناث) وشاهدت نتائج ذلك بأمّ عيني، فللحظ الرائع لدي أخوات إناث رائعات، حفظهم الله من كل شر وبارك في أعمارهّن علموني الكثير في الحياة وتعلمت منهم الكثير في عالمهم، رأيت ما فعله فيهم هذا التمييز وكيف حاولن مقاومته بأقل الإمكانات والحدود المتاحة لهنّ، ومن خلال تجربتي نحن نصنع الكارثة بأيدينا وبعد ذلك نبكي على اللبن المسكوب، في آخر ٣ سنوات من عمري وياللأسف أدركت أنني نشأت بشكل خاطئ على هذه النقطة وتخلّصت منها وبدأت بنفسي في تعاملي مع شريكتي الحبيبة الصبورة، وتعاملي مع أخواتي الإناث الرائعات، وكانت النتائج بالنسبة لهن ولي مبهرة، يحتاج الأمر إلى التخلّص من الموروثات المتخلفّة والرجعية فعليًا، نحن نريد القوة والاتحاد يولّد القوة وينصع قادة أقوياء من الإناث والذكور، انظرو إلى الإناث في المجتمعات الأخرى المتقدمة والمهيمنة على باقي العالم وهذا ليس جلد ذات وليست مقارنة فهي ليست بالقياس لكن لكي نغير منهم على الأقل في الأشياء الإيجابية.
رسالتي إلى النسويات الأبطال في عالمنا العربي:
الرأفة بحالنا كذكور والخطاب يكون لين، محاولة شيطنة الذكور في الخطابات ومنشورات شبكات التواصل الاجتماعي نتائجه تكون وخيمة على الطرفين، اخلقو من خطاباتكم نسخ مختلفة أهمّ نسخة فيهم التي تخاطب البسطاء بلغتهم والمعلومة تكون مفهومة بالنسبة لهم فهم الأغلبية وتأثيرهم ضخم ومؤثر على المجتمع ككل، استهداف (النخبة) فقط في الانشطة والخطابات النسوية تزيد الطين بلّة، ولن تعالج مثل تلك القضايا الخاصة بالتمييز بل سوف تجعلها تزداد.
بالمناسبة هناك جهودًا رائعة مبذولة من مؤسسات ومبادرات فردية في المجتمع تعالج مثل تلك القضايا ولكن نحتاج إلى الاستمرارية والاستدامة لهؤلاء وانضمام آخرين لهم.
رسالتي إلى بني جنسي من الذكور:
إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن من تمييز فج ضد الجنس الآخر فسوف ندفع الثمن غاليًا نحن والأجيال القادمة، فلنتوقف لحظة مع أنفسنا، ونكن مرنين في التفكير في هذا الأمر بجدية وأخذ قرار بعدم التمييز مع الجنس الآخر.
🔗 روابط:
- الرائع يحيى يكتب عن تجربته في اعداد برجر نباتي
- وأستاذ عبدالله يسألنا هل تهتم بمظهرك؟ وأجبته على سؤاله 😊
- والمدونة السعودية العنود تكتب عن الجانب المظلم في العمل المستقل: ما لم يقله لك الآخرون من خلال تجربتها للأمر
- يبدو أن العمل عن بعد سوف يكون حديث العام كتبت عن تجربتي في العمل عند بعد سابقًا في هذه التدوينة تجربتي في العمل عن بُعد بشركة عربية لمدة عامين ونصف | الدروس المستفادة #1
هذا كل شئ.
لفتة رائعة منك محمود، وأعتقد جزء مهم أن نبدأ إدراك الامتيازات المتوفرة لنا بدون وجه حق بسبب النشأة والتربية الخاطئة، وعدم التعامل معها كمسلمات واستغلالها، شكرًا ليك أنك أثرت النقطة دي.
شكرًا جزيلًا لتعليقك يا صديقي، أحاول بقدر المستطاع توثيق أي أمور أو قضايا تشغلني حتى اسمع الأراء المختلفة هنا.